مشهد أمام مغارة
(ترجمها المؤلّف من الفرنسيّة - بتصرّف - لتلاميذه في الصفّ السابع)
كانت تلك المغارة - كاليبْسو- واقعة على منحدر تلّة: وكان الناظر من أمامها يطلّ على البحر، وكان هذا البحر مرّة يبدّو صافيًا هادئًا كأنّه صفيحة من زجاج ومرّة يزمجر ويصبّ جام غضبه على الصخـور فيرتطم بها وينتحب وتتعالى أمواجه كالجبال.
وقرب المغارة كان ينكشف نهر يكثر على جانبيه أشجار الزيزفون المزهرة والحور الباسق الذي تطال أعاليه الغيوم، وتتفرّع منه أقنية في بعضها المياه الوادعة الهادئة وفي البعض الآخر المياه السريعة المتلألئة تتعرّج من هنا ومن هناك، حتّى يخيّل إليك أنّ واحدة منها تعود إلى منبع النهر لتردّ إليه مياهه.
وكنت ترى من بعيد آكامًا وجبالًا ضائعة في الغيوم، تؤلّف أفقًا يسرّ العين الناظرة إليه والجبال القريبة عامرة بالعرائش الخضراء يتدلّى منها العنب ألمع من الأرجوان. والتين والرمّان والزيتون وغيرها من سائر الأشجار تغطّي الحقول فتبدو كأنّها بستان كبير.